بسم الله الرحمن الرحيم

أخي المسلم إحذر خطر العادة السرية

الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم
يعلم ، وخلقه فسواه وعلى البسيطة أمشاه وخلق من الإنسان الذكر والأنثى من
مني يمنى ، نشهد أن لا إله إلاَّ الله الذي كرَّم بني آدم تكريما ، وعظَّم
شأنهم على الخليقة تعظيما ، ونشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله الذي حث
الشباب على الزواج وبيَّن لهم أنه حصن الإنسان وأن من لم يستطع فعليه
بالصوم فإنه له وجاء صلى الله عليه وعلى صحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم
الدين ..وبعد :
إنكم أيها الشباب عصبة الأمة وثمرتها ودرعها القوي وحصنها الحصين وعدتها وعتادها وأساسها وعمادها .
ولكن أيها الشباب احذروا خطر العادة السرية أو الخضخضة أو نكاح اليد وهي
العبث بالذكر حتى نزول المني وذلك للمتعة القصيرة … ولكن هل سألت نفسك
بأنها محرمة في الشرع ، وشدد الله تبارك وتعالى بوعيد المستمنين (أي الذين
ينزلون المني بغير حِله ) ، فعلمائنا الإباضية ذهبوا إلى التحريم حيث قال :
الشيخ العلامة المحقق سعيد بن حمد الحارثي (( الاستمناء زنا )) وقال الشيخ
العلامة قطب الأئمة محمد اطفيش في تفسير آية المؤمنون …
(( ودخل في ذلك من يمس فرجه من ذكر أو أنثى تلذذا أو يحكه إلى شيء ما )) .
قال أيضا (( الاستمناء من الخبائث)) وقال الشيخ الإمام نور الدين السالمي
في جوهر النظام في وحدة الزنا :

وقيل لا حد على من عبثا
بفرجه ولو سنين لبثا

وذاك فعل عندنا محجور
على الذي يفعله منكـور

وهو الزنا الأصغر فيما قيلا
فلا نرى قط به تحليلا


والعادة السرية عادة خبيثة مقيتة ، إذا ظهرت في الشخص فإنها تستهدف قوة
الإرادة فتضعفها وتشلها فهي كالمخدرات التي لا يستطيع مزاولها أن يتركها
إلا بصعوبة ومشقة بالغة .. ومن أقوال الأطباء فإن الاستمناء يسبب الأمراض
التالية :
(( .. يسبب اضطراب المظهر واحمرار الوجه والاصفرار والدوائر التي تحيط
بالعين والوجنات الهزيلة والضجر والهبوط والشعور بالبرد وقصر التنفس والميل
إلى الوحدة واحتباس البول والألم عند التبول ورشح الأعضاء التناسلية
واحمرار جفني العين وقلق الفكر ( الوسوسة ) ، وكثرة عرق الكتفين وتقوسهما ،
وارتعاش القدمين ( عدم القدرة على الوقوف طويلاً ) ، والآلام المعوية
والعنة ويسبب في الغالب الصرع والشلل والجنون والدوخان والعياذ بالله ، وقد
يسبب إدمان هذه العادة إلى أن ينزل المستمني الصديد والدم بدل المني ،
وزيادة ضربات القلب إلى حد الخفقان، وضعف النظر والحفظ الذهني ، فلا يستطيع
فاعل ذلك أن يحفظ أبداً .

… وإليكم قصة شاب كان يمارس هذه العادة الخبيثة المحرمة .
شاب كان عمره 17 سنة ويدرس بالصف الثاني الثانوي كان يعرف بحرمة
الاستمناء ولكنه رفض ذلك وعاند قول الإسلام ولهذا الشاب أسرة من أب وأم
ولديه أخ يعمل في إحدى الشركات وله ثلاث أخوات وكانتا أكبر منه سنا ، وهذه
قصة حكاها والده بصدق لتكون عبرة لمن أراد الاعتبار حيث كان والده داعية
إلى الإسلام . وبينما أنا جالس في المسجد أتاني هذا الرجل وقص لي قصة غريبة
عن أبٍ فارق ولده وهو يتعذب أمام عينيه ، حيث قال لي إن ولدي لا يطيعني
عندما أرشده إلى الصواب وكان لا يتقبل المواعظ من أحد ، ولكن للأسف لم
أستطع أن أصحح خطأه وقال لي : ولدي كان يمارس أعمال الجنس وأنا لا أدري
وكنت أشك في الأمر حيث أنه ضعف جسمه.
وفي يوم كنت في إجازة وكنا على مائدة الطعام في البيت وقت الغداء في الساعة
الواحدة والنصف ظهراً أكل معنا ثم انصرف إلى الحجرة وكان يغلقها ، وفي هذا
اليوم نسي إغلاق الباب وكنت محتاراً ماذا أفعل فقررت بمراقبته ذلك اليوم
ورأيته من شق الباب وهو يخلع ملابسه وظننت أنه سوف ينام ولكن للأسف رأيته
يخلع جميع ملابسه الداخلية حتى جرد نفسه من اللباس وصار عاريا ، ثم أحضر
علبة فيها مادة لزجة وأخذ يدلك ذكره بها لكي تساعده على الانزلاق وأردت أن
أدخل عليه ولكن كأن أحداً منعني من الدخول ، حيث كان موعده في تلك اللحظة
مع تلك المعصية المحرمة ، نظرت إلى عيناه كالجمر ، وبعد لحظات بدأ يتقيأ دم
من فمه ورآني وأنا أراقبه من شق الباب ولكن لم يتحرك ، حينها لم أستطع
القيام بعمل لإنقاذه ولكني ذهبت وأخبرت والدته وأخوه وأختاه وجميع الأهل
لينظروا لذلك المشهد .. فدخلوا عليه أهله وقد نزعت روحه وهو عاري ويده على
ذكره وبكت أمه بكاء حارا ولكن البكاء لم يكن للفراق ولكن كان البكاء لتلك
الحالة الفضيعة ، ثم وضعوا فوقه غطاء وذهبت لأخبر الناس بالجنازة . ثم
ذهبنا به لغسله وما زال الدم ينزف وعيناه مثل الجمر المتوقد .
ورغم ذلك أحضرنا الكفن وكفناه ثم حملناه إلى المقبرة ولكننا لم نصلي عليه
ثم حملناه أنا وأخوه لوضعه في القبر ، ولم نكد نصفف اللحد إلا وتمزق كفنه
ولما كشفنا عنه الكفن وجدناه مسخ خنزيراً والعياذ بالله وهناك في ذلك
الموقف المخيف زملاؤه وأصدقاؤه ، ولكن أخوه بكى عليه بكاءً شديداً ، وأخذ
يصرخ بأعلى صوته ويقول هذه العبارة : (ربنا إنك رحيم فارحم أخي من هذا
العذاب ) وقال له أحد الصالحين الطيبين : ولا تنسى أن الله شديد العقاب لمن
عصاه ، وفي تلك اللحظات ومنذ أن طوي ذكره ونسي استقاموا جميع زملائه
وأصدقائه على ذلك الموقف الحاسم موقف صديق يعذب أمام أعينهم ، ولكني رغم
أنني رأيت من أول مشهد كان يفعله إلى أن دفناه لم أبكي لفراقه ولكن بكيت
لأن لي ولد شارك الكفرة والعصاة في نار جهنم .
فيا أيها الشباب اعتبروا من هذه القصة فإنها واقعة عن صدق لتكون آية لمن
خلف هذا الشاب ، قال تعالى: (فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهوائهم
ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله . إن الله لا يهدي القوم
الظالمين) . وقال ابن عباس رضي الله عنه : ( ما ذكر الله الهوى والشهوة في
القرآن إلا ذمَّة ) ، وقال تعالى : (واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ) وقال
تعالى : ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) وقد ذكر الرسول وعيد ناكح
يده ، حيث جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( سبعة يلعنهم الله تعالى
ولا ينظر إليهم يوم القيامة ويقول أدخلوا النار مع الداخلين ، الفاعل
والمفعول به يعني اللواط وناكح البهيمة وناكح الأم وبنتها وناكح يده إلا أن
يتوبوا) .
يا أخي الشاب تذكر قول الله تعالى في القرآن الكريم : ( يوم تشهد عليهم
ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) ، يا أخي الشاب تذكر وقوفك
أمام الله تعالى الحكيم العظيم يوم لا يظلم نفساً ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
، عندما تشهد يدك أنها سرقت وبطشت وزنت ، ويوم تشهد رجلك وعينك وجميع
أعضاء جسدك ، والله أنه حق وقد ذكر في القرآن العظيم ، وتذكر قول ابن عباس
رضي الله عنه : ( أن اللوطي إذا مات من غير توبة فإنه يمسخ في قبره خنزيرا )
والعياذ بالله .. وتخيل أيها الشاب عندما تفعل هذه العادة وأتاك ملك الموت
أين المفر منه وأين المخرج من سكرات الموت ، لا والله لا ملجأ من الله إلا
إليه ، وتذكر أخي الشاب وأسأل نفسك هل أحد يراقبك أم لا ، ولكن قال الشاعر
أبو نواس في شعره :

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقـل
خلوت ولكن قل عليَّ رقيب

ولا تحسبن الله يغفل طرفة
ولا إنما يخفى عليه يغيب


والحل يا أخي الشاب هو اتباع الخطوات التالية للتخلص من مزاولة العادة السرية وهي :-
1) تعميق الإيمان .. هو أن يعلم الإنسان من أعماق مشاعره وأحاسيسه أن الله سبحانه معه ويسمعه ويراه ويراقبه.
2) شغل أوقات الفراغ بما ينفع من قراءة أو زيارة أرحامك أو زيارة أصدقائك لأن وقت الفراغ يسهل الفرصة لفعل ذلك المنكر الخبيث .
3) الرفقة الصالحة .. وهي المبادئ الأساسية في إصلاح النفس وتوازنها وتقواها وهم يأمروك بالإصلاح وينهوك عن الفساد .
4) الصلاة .. وهي أساس الحلول جميعا لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ، حيث قال تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) .
اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار وعذاب القبر ، اللهم اجعلنا من
عبادك الصالحين ولا تجعلنا من العاصين الظالمين ، إنك قريب سميع الدعاء
وإنك بالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير .